- ما هو الشئ الذي يحتضنه حامله أو عاشقه في صمت عجيب ثم يسحب منه ويُطلق من أنفه دخان ويتبعه سحابة أخرى من الفم، وبجواره يجلس آخرون يفعلون نفس الشيء في صمت مقدس، فيما ينتشر الجو الضبابي حول الجميع؟
- ما هو الشئ الذي يُجبر حاضنه على الصمت والذهول في بعض الأحيان؟
- أين تسمع هذه الألفاظ التالية: "الفواكه..تفاحة..تفاحتين..كنتالوب..قص..سلوم..أنانا س..الحجر..النار..الفحم..المبسم..المعسل ... إلخ"؟
الشيشة ،أو كما يحلو للبعض تسميتها أرجيلة، انتشرت في الدول العربية وأخذت منحنى أخر في المقاهي. نشأت الشيشة بالشرق وانتشرت مع اكتشاف التبغ وانتشار المقاهي، وصاحبت فنجال القهوة بانتظام. يعرف الشيشة أكثر من بليوني من البشر في العالم ويرجع تاريخها لأربعمائة عام. العجيب أن الشيشة مجهولة الهوية بالموسوعات العالمية، لكننا سمعنا ورأينا وسائل الاعلام العربية تناقشها من حيث مشاكلها الاجتماعية بتواضع شديد....
تُستعمل الشيشة يوميا بواسطة أكثر من مليون انسان من الرجال والنساء في آسيا وأفريقيا وأوروبا أيضا، على المقاهي وفي المنازل. بل إنها أخذت في الإنتشار في الولايات المتحدة من رؤية شخصية....
كان تدخين الشيشة ضرب من الماضي، بل كان ممارسته مرتبطاً بفئات المجتمع الدنيا فقط، من زبائن المقاهي البلدية . وكان يمارس أيضا في الغرز "جمع غرزة وهي مكان للتجمع ويستخدم المصطلح بكثرة في مصر" المنتشرة على الطرق السريعة، والغريب أن تدخين الشيشة كان يأخذ وقتاً طويلاً حيث يجلس عاشق الشيشة بكسل بعد ساعات العمل اليدوي المضني وينعم بتدخينها بتراخ وعدم احساس بالوقت....
خلال العشر سنوات الماضية تقريباً، بدأت الشيشة تشق طريقها بنجاح بكل قوة وعنفوان، وهذه المرة مع مختلف فئات المجتمع من مثقفين ومتعلمين وأميين، وأيضا بتوقيت مختلف عما كان في الماضي، اذ كان معظم مدخنوها يقضون معها وقت المغرب والليل ، بينما أصبحت الآن جزء من طقوس افطار رمضان....
بعض البلدان مثل المغرب و اليمن لم تكن تعرف المقاهي أو الأستراحات من قبل، والآن أصبحت تمتلأ بمئات الزوار وحتى الزائرات، وحيث يمارسها الجميع خصوصاً صغار الشباب. ثم انتقلت أماكن ممارسة تدخين من المقاهي البلدية الى الكافتيريات الراقية في الفنادق الفاخرة "مثل ما حدث في مصر والكويت وحديثاً الإمارات ولكنني لم أتأكد من هذه المعلومة" والأماكن التي يقطنها أولاد الكاش وأصحاب الفلوس. الآن، أصبح زبائن الشيشة من كل فئات المجتمع. والعجيب هو هذا الكم الهائل من الشباب صغار السن بل والبنات أيضا بنسبة كبيرة، مما كان يثير الاستهجان في الماضي ويُعتبر عيباً، ثم أصبح منظرا غير مثير للدهشة أو الاستغراب. حتى سنوات قليلة كان 3% من اجمالي مدخني الشيشة من النساء، وحالياً أكثر من 20% من مدخني الشيشة من بنات حواء...
طيب...
- ماهو سبب انتشار الشيشة بهذا الشكل الفظيع؟
- هل زيادة نسبة البطالة بين الشباب العربي هو السبب؟
- هل عدم وجود أندية اجتماعية تمتص هذا العدد الهائل من الشباب -قليل المال وكثير الملل - والذي يريد أن يقتل الوقت بأي شيء وأية وسيلة هو السبب؟
- المدهش أن أكثرية المدخنين يعلمون خطورة الشيشة الصحية، ومع ذلك يصرون على تدخينها! فلماذا هذا الإصرار العجيب؟ بل أن البعض يقول أن الشيشة أخف ضرراً من التدخين! هذا على الرغم من الاختلاف بتحريم الشيشة دينياً أم لا، كما يزعم البعض.
- ما هو سبب إتجاه بنات حواء إلى الشيشة أكثر من قبل؟
شارك برأيك...........